التاريخ : 2017-07-31
حاسبوا رؤساء أندية كرة القدم
لا أدري هل يعي صناع القرار في الكرة الجزائرية ما يقومون به؟ وهل هم واعون ومسؤولون عن الفضائح التي يقومون بها؟ وهل هم مستعدون لترك مكانهم لأشخاص أكفاء؟ أسئلة وأخرى يطرحها الشارع الجزائري نهاية وبداية كل موسم، والأجوبة تكون دائما لا شيء يتغير، والمواسم الكروية تتشابه، فلا يهم من يتوج بالدوري أو الكأس ما دامت منظومتنا الكروية فاسدة، وعلى رأسها رؤساء سامحهم الله يعيثون في المحيط الكروي فسادا، دون حسيب ولا رقيب، يتبادلون التهم فيما بينهم علنا وأمام شاشات التلفزيون، يبيعون ويشترون المقابلات أمام مرأى ومسمع الجميع، يتفننون في دفع الرشاوى من أجل التتويج أو البقاء في حظيرة الكبار، و"يستمتعون" في أخذ الصور مع لاعبيهم المستقدمين، وربما حتى مع المغادرين، ولا يعيرون اهتماما للجمهور الرياضي، محاولين إيهامه بأنهم يحبون فرقهم، ويدافعون عن مصالحها، ولكن الحقيقة وكم هي مرة أنهم باقون في مناصبهم حتى الموت، ويتصدون لكل من يريد الاستثمار في فريق رياضي، ويبيعون الوهم إلى المناصر مطلع كل موسم، الذي أصبح في السنوات الأخيرة يعلم بنتائج المقابلات قبل أن تلعب، ويعرف أيضا حتى جزئيات المحيط الكروي المتعفن، الذي لا ينجب سوى العنف، والرشوة، والمحسوبية.
كنت أظن أنه مع مجيء رئيس جديد للاتحاد الجزائري لكرة القدم، ربما ستتغير الأمور، ويعود الزعماء إلى رشدهم، ويناقشون مشاكل الكرة الجزائرية، وكيفية إيجاد مصادر تمويل لأنديتهم، باعتبارهم فرقا محترفة، والعودة إلى العمل القاعدي، وإنشاء مدارس كروية، تكون يوما خزانا لفئة الأكابر، وسندا للمنتخب الوطني، الذي أصبح مجبرا على التنقل إلى ما وراء البحار، لإيجاد منتخب وطني، في وقت كان كله مشكلا من لاعبين محليين، ونالوا به ألقابا، وقهروا به أحسن وأقوى المنتخبات في العالم، وأمور أخرى نستحي أن نذكرها، وهي بعيدة كل البعد عن جزائريتنا، وديننا الحنيف، ولكن الطامة الكبرى، حين راح هؤلاء المتطفلون يطالبون بضرورة إعادة رزنامة البطولة، والحصول على أموال حقوق البث التلفزيوني، وأمور أخرى لن تضيف إلى كرتنا التي تراوح مكانها وربما عادت إلى الوراء، والخاسر في كل ما قيل هو اللاعبون الشبان الذين أصبحوا متيقنين من أن الكرة لم تعد لعبة الفقراء، مثلما كانت عليه في السابق.
عندما أتذكر ما قام به لاعبو فريق جبهة التحرير الوطني للكرة الجزائرية، حين تركوا كل شيء من أجل الالتحاق بالثورة، وإيصال اسم الجزائر إلى كل أنحاء العالم، ومساهمتهم في تحرير وطننا، وأقارنهم بمسؤولي الجيل الحالي، أجد نفسي مضطرا إلى أن أوجه رسالتي إلى كل مسؤول في هذا الوطن، بأن يشهر سيفه في وجه هؤلاء الذين حطموا كرتنا، وأعادوها إلى الوراء، فيديوهات منتشرة عبر أنحاء العالم لرؤساء يقولون: "كلنا بعنا وكلنا اشترينا اللقاءات"، ولا أحد تحرك، ومقاطع أخرى لفضائح كروية، أساءت إلى الجزائر كثيرا، وأشياء أخرى يعرفها العام والخاص.
أتمنى لو يفتح ملف الكرة الجزائرية من أعلى مستوى، لمعرفة أسباب تدهورها وتراجعها.. يومها يعرف الجميع أن رؤساء الأندية هم السبب، ويومها يحاسبون مثل كل من خولت له نفسه التلاعب بهذا الوطن.
عدد المشاهدات : [ 11247 ]